يمنحكم العلك احساسا بالسعادة غير ان ما يمنحه ليس محددا بهذا فقط. اذ ان العلك يوفر الكثير من الفوائد عدا عن سده الرغبة الى شئ يمنح الطعم الحلو والانتعاش. مبدئيا يمكن القول بأن عملية المضغ تسرع من انتاج اللعاب الذي يعتبر الية دفاع طبيعية للفم.

 كما ان العلك نفسه يدلك لثتكم بمادة مقوية تبيض اسنانكم. وهو يوفر الكثير من الفوائد المتنوعة من انعاش انفاسكم الى زيادة تركيزكم ومن مساعدته اياكم على نسيان التدخين الى منحه لكم الشعور بالراحة عند احساسكم بالتوتر كما وانه على وجه الخصوص يحافظ على نظافة الفم ويحول دون تسوس الاسنان.

الوقاية من تسوس الاسنان

تتغذى البكتيريا الموجودة في الفم على بقايا الطعام المتبقية حول الاسنان بعد الاكل. حيث تمتص البكتيريا السكريات وتنتج احماضا طبيعية كأثار جانبية. يمكن لهذه الاحماض الطبيعية ان تقلل من نسبة pH في الفم الى مستويات خطيرة بالنسبة لمينا الاسنان وذلك في غضون خمس الى عشرة دقائق بعد الاكل. في ظل مستويات منخفضة لـ pH تبدأ مينا الاسنان بالانحلال ما يفتح جروحا صغيرة غير انها قابلة للنمو فيما بعد وهجمات الاحماض المتكررة هذه تؤدي الى حدوث تسوس الاسنان.

وقد اظهرت الابحاث السريرية واختبارات القياس عن بعد التي اجريت في الجامعات السويسرية وفي مقدمتها جامعات زيوريخ (البروفيسور ايمفيلد) وبرن (البروفيسور غراف والبروفيسور زاببا) بأن مضغ العلك الخالي من السكر بعد الوجبات من شأنه ان يسرع من استرجاع مستويات الـ pH في الاسنان الى مستوياتها الصحية. وحقيقة فأن العلك يزيد من افراز اللعاب من 2.5 الى 4 اضعافه. حيث يحوي اللعاب على الكاليسيوم ومعادن اخرى ذات فعالية في اكساب المعادن لمينا الاسنان المتضرر نتيجة هجمات الاحماض.

ويحوي العلك الخالي من السكر على مميزات اضافية مهمة في الوقاية من تسوس الاسنان.

في تركيبة العلك الخالي من السكر يتم استخدام كحوليات مثل سوربيتول ومالتيتول وايسومات وماننيتول وإكسيليتول كمواد لا تتخمر مع البكتيريا في الفم وبالتالي تمنع تكون الاحماض.

 الإكسيليتول

الإكسيليتول من الكحوليات التي تمنع تكاثر بكتيريا الستريبتوكوكوس موتانت Streptococcus Mutantالذي يعتبر احد اهم انواع البكتيريا المسببة لتسوس الاسنان فهو مادة اضافية تستخدم كبديل للسكر ويحتوي على مضادات للتسوس من النوع الفعال والخامل.

ويوجد الإكسيليتول في العديد من الفواكه والخضروات. ويعتبر الإكسيليتول من اكثر البوليولات حلاوة. فهو حلو الطعم كقصب السكر ولا يترك اي مذاق في الفم واستخدامه مأمون لمرضى السكر. ويحوي الإكسيليتول على سعرات حرارية اقل بنسبة 40% بالمقارنة بالسكر ولهذا السبب تم القبول في الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي على ان تكتب قيمته 2.4 سعرة حرارية/غرام على ملصقات المواد الغذائية. فقد اظهرت المئات من التجارب السريرية المجراة على الانسان بعض هذه التجارب تمت برعاية منظمة الصحة العالمية بأن الاستهلاك المنتظم للعلك الحاوي على مادة الإكسيليتول يقلل من تسوس الاسنان بنسب تصل الى 70%. موضح في الجدول ادناه نتائج مشاريع الابحاث المهمة المجراة حول فوائد مادة الإكسيليتول طويلة الامد.

بناء على ذلك فأن استعمال العلك الخالي من السكر والحاوي على الإكسيليتول بعد الوجبات الغذائية يسرع من عملية اكساب المعادن لجروح ميناء الاسنان ويقلل من تطور التسوس. في الحالات التي لا يمكن فيها فرش الاسنان فأن مضغ العلك الخالي من السكر طريقة ممتعة وموصى بها للمحافظة على صحة الفم.

 الوقاية من التوتر - التركيز

لقد تم اثبات بأن العلك يعتبر حلا للتوتر العصبي ويزيد من التركيز ويقمع الرغبة في التدخين. ولتقييم هذه التأثيرات تم اجراء العديد من الاختبارات العلمية. فعلي سبيل المثال تم تقسيم مجموعة من مدمني التدخين الى ثلاثة مجاميع: وتم السماح للمجموعة الاولى بالتدخين وللمجموعة الثانية بمضغ العلك والسماح للمجموعة الثالثة بأستخدام اية مركبة للتقليل من التوتر. وقد شوهد بأنه عند تعرضهم الى اي توتر خارجي فأن مجموعة مضغ العلكة يقل لديها الرغبة في التدخين. واظهر اختبار اخر بأن مضغ العلكة اثناء العمل ليلا يقلل من النعاس. وقد اظهر مجموعة من الباحثيين اليابانيين عن طريق تحليل صورة الدماغ بأن مضغ العلكة مع فواح رائحة النكهة يزيد العديد من الموجات الدماغية وهذا ما يؤدي الى زيادة التركيز ووظائف الدماغ بشكل متوافق.

 الذاكرة

اظهرت الابحاث التي اجريت على 75 بالغا من قبل جامعة نورثمبريا في انكلترا بأن مضغ العلكة يرفع من القدرات الذهنية ومستوى الذاكرة لفترة طويلة. اذ تم تقسيم المشاركين الى ثلاثة مجاميع: قامت المجموعة الاولى بمضغ العلك وطُلب من المجموعة الثانية تقليد عملية مضغ العلك ولم تقم المجموعة الثالثة بأي نشاط. وقد اظهرت اختبارات القدرات العقلية وتقييم مستوى التركيز والذاكرة المدعومة من الكومبيوتر بأن مستوى الذاكرة لدى المجموعة الاولى احسن بنسبة 35% على المدى الطويل والقصير. ولوحظ اثناء الاختبارات زيادة سرعة ضربات القلب لدى المشاركين اثناء مضغهم للعلك وانتاجهم لكميات اكثر من الانسولين لتحفيز الشعور بالجوع. فقد قامت المستقبلات بتحفيز الانسولين الموجود في جزء من الدماغ يعرف بأسم الهيبوكامبوس الذي يعتبر جزءً في غاية الاهمية في وظائف الذاكرة في الدماغ.

 انفاس منعشة

ان معرفة الحصول على احساس منعش وانفاس منعشة في الفم والانف هي واحدة من العوامل الرئيسية الكامنة وراء استهلاك العلكة. اذ توفر العلكة هذه الفوائد بالعديد من الطرق. تقليديا فأن الكثير من العلك يحوي على نكهة النعناع. حيث ان مادة المينتول هي اهم مركب لنكهة النعناع الطبيعي وهي تثير شعورا فريدا بالانتعاش في الفم والانف. اثناء مرور بخار المينتول من سقف الفم والانف فأنه يثير المستقبلات المسؤولة عن الشعور بالانتعاش والنضارة. وفي الفترة الاخيرة تم اكتشاف "مواد مبردة" تعطي احساسا بالانتعاش اقوى من المينتول. اذ ترفع هذه المواد احساس الانتعاش الى مستويات اعلى بكثير من اي وقت اخر. مركب اخر في العلك مهم لمنح الشعور بالانتعاش هو الإكسيليتول. اذ ان تطلب عملية ذوابان الإكسيليتول في اللعاب الطاقة يؤدي الى خفض حرارة الفم ما يثير شعورا فوريا بالانتعاش. بالاضافة الى كون العلكة تمنح انتعاشا للفم والانف فهي توفر ايضا رائحة طيبة للأنفاس. اذ يتم اضافة العديد من النكهات الى العلك كي تخفي الروائح الناتجة من السجائر والطعام في فم المستهلكين وتجعل رائحة انفاسهم طيبة. بالاضافة الى النكهات يتم استعمال مواد مضافة ايضا في بعض انواع العلك والتي تحوي على خصائص ذات فعالية مزيلات العرق مثل خلاصة الشاي الاخضر الذي اثبت بأنه يمسك جزيئات الروائح الكريهة مثل الكبريت.

  اسنان بيضاء

ان الوقاية من تسوس الاسنان وفي نفس الوقت طلب اسنان صحية وبيضاء لا يعتبر كافيا لطلب السوق. في الواقع فأن المنتجات التي تحافظ على البياض الطبيعي للأسنان هي الناجحة على نحو متزايد. فالبقع المتكونة بسبب مشروبات مثل القهوة والشاي والنبيذ والسجائر تؤثر سلبا على اللون الطبيعي للأسنان. اذ تساهم لوحيات الاسنان والجير على تكون هذا النوع من البقع على الاسنان.

ففي العلك التي تصمم كي تحافظ على البياض الطبيعي للأسنان يتم في العادة استعمال مسحوق التخمير وهي مادة مأمونة ومؤكدة تساعد على حماية المظهر الصحي لميناء السن وتقوم بعملية تنظيف تقي من تكون اللوحيات. بالاضافة الى هذا يتم استعمال مادة البولي فوسفات بسبب تأثيراتها المؤكدة بكونها مضادة للجير.